جامع السلطان أحمد في اسطنبول
وفي تركيا توجد أعظم المساجد الأثرية التي تمتاز بعظم مساحتها وقبابها الضخمة ومآذنها الرشيقة المتعددة. ومن أشهرها جامع السلطان أحمد بإسطنبول الذي يتألف من قاعة للصلاة مغطاة بقبة عظيمة ترتكز على أربعة عقود تتكيء على أربعة أكتاف ضخمة. ويحف بالقبة المركزية أربعة أنصاف قباب، وشيد محراب المسجد ومنبره من المرمر. أما صحن المسجد فهو فناء كبير تحيط به أروقة أربعة تسقفها عشرات القباب الصغيرة، ويطلق على هذا الجزء اسم حرم المسجد.
جامع السلطان أحمد الأول بأستانبول من أجمل مساجد الأستانة وأفخمها . وتدل الكتابة الأثرية المنقوشة على أحد أبوابه على أنه شيد بين عامي :1018 ـ 1020 هـ / 1609 ـ 1616 م . أما مهندسه فهو محمد أغا أشهر المعماريين الترك بعد سنان باشا وداود أغا . ويقع هذا المسجد جنوبي أيا صوفيا وشرقي ميدان السباق البيزنطي القديم . وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات ، وفي السور خمسة أبواب ، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة .
أما الصحن ففناء كبير يسبق المسجد ،وتحيط به أربعة أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة من الجرانيت ،ولها تيجان رخامية ذات مقرنصات وفوقها نحو ثلاثين قبة صغيرة . وفي وسط الصحن ميضأة سداسية الشكل وتقوم على ستة أعمدة . وأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن هو الذي يتوسط الجانب الغربي، ويظهر فيه التأثر بالأساليب الفنية الايرانية ،وأما البابان الآخران فأصغر منه ولكنهما من الطراز نفسه . وداخل المسجد مستطيل ، طول ضلعه 64 م و 72 م وتتوسطه قبة كبيرة محمولة علي أربعة عقود مدببة ، تتكئ على أربعة أكتاف ضخمة تشبه الأعمدة في شكلها الأسطواني ذي التجاويف ، ويحف بالقبة أربعة أنصاف قباب ,و في كل جهة نصف قبة ، فضلا عن أن كلَ ركن من أركان المسجد مغطى بقبة صغيرة . وتدور في ثلاثة جوانب من المسجد ثلاثة أروقة مرتفعة تقوم على أعمدة . وفي القباب والجدران عدد وافر من النوافذ يجلب ضوءًا يزيد أبهة وفخامة . والجدران مغطاة بالقاشاني الأزرق والأخضر . أما المحراب والمنبر فمن المرمر المزخرف ، ويحف بالمحراب شمعدانان كبيران ،وللمسجد ست مآذن عالية ممشوقة .
مسجد السلطان أحمد
يعود هذا المسجد الى عهد السلطان أحمد الأول الذي استمر حكمه بين عامي 1603 و 1617، ويعتبر من أكبر مساجد اسطنبول واجملها ، وللمسجد خمسة ابواب تفتح على الفناء الخارجي له وثلاثة تفتح على الفناء الامامي، وكانت قبته الرئيسية تعد اكبر قبة على وجه الارض في ذلك التاريخ.
اسطنبول روعة الفن المعماري ومدينة الألف مأذنة
تعتبر مدينة اسطنبول التركية من أجمل المواقع في العالم ويكفيها فخرًا شهرتها بكونها مدينة الألف مئذنة حيث المساجد الرائعة التي توجد في كل مكان في اسطنبول .. تلك المساجد التي تتميز بطراز معماري خاص، فعندما تصل إلى هذه المدينة لابد وأن يأخذك سحرها ويأسرك غموضها، فهي تزدان بمآذنها الذهبية التي تنعكس عليها أشعة الشمس في الغروب فتنعكس صور المساجد الفخمة على مياه البسفور الزرقاء وتكون لوحة رائعة الجمال، بينما يتنامى إلى أذنك صوت المؤذن وهو يدعو للصلاة .
- أصل التسمية :
هناك خلاف حول كلمة اسطنبول وهي التي تطلق أيضاً استانبول، وربما تكون محرفة عن كلمة إسلام بول أي مدينة الإسلام، وقيل أن لفظة اسطنبول تعود إلى أصل يوناني وتعني (أنتم في المدينة) التي تتكئ على ثلاثة بحار وقارتين وتضم 12 مليون نسمة، فقد تعودت اسطنبول منذ القدم على أن تجمع بين المتناقضات والأضداد، آسيا وأوروبا غرباً وشرقاً، وصنعت من كل ذلك إمبراطورية قوية.
- المساجد العتيقة فى اسطنبول :
لقد أصبحت اسطنبول بعد الفتح الإسلامي لها على أيدي العثمانيين متحفًا واسعًا للمساجد الفخمة.. تلك المساجد التي لا يزال معظمها شامخًا في سماء اسطنبول بمآذنه الرشيقة العالية، وقبابه الفخمة الواسعة والملاحق والساحات التابعة له.. مما يأخذ بألباب الناظرين من جهة، ويشهد ببراعة المعماريين المسلمين من جهة أخرى؛ فالمساجد العتيقة التي بنيت في عهد الفتوحات الإسلامية منتشرة في مختلف أرجاء اسطنبول.