مقارنة بين العين البشرية وآلة التصوير

مقارنة بين العين البشرية وآلة التصوير :
هناك أمور مشتركة بين عين الإنسان و آلة التصوير كلاهما تحتاجان للضوء في عملهما و تحتاجان لعدسة تنظيم الأشعة و لسطح تتشكل عليه الصورة ..... باختصار يمكننا أن نقول بالنسبة لآلة التصوير الجملة التالية : إنها تتلقى الإشارة أو الرسالة الضوئية و تحتفظ بها .
أما بالنسبة للعين البشرية فإننا نستطيع أن نقول العبارة : تتلقى الرسالة الضوئية و تفهمها.

الضوء :
الضوء عنصر أساسي في التصوير فهو يعطي للصورة قيمتها ,تنويرها وجوها و تناغمها و قوتها .فبتغير قوته و تركيبه و اتجاهه نغير حسب رغبتنا التأثيرات التصويرية , و الضوء الشاحب في الليل لا يشكل عائقا للتصوير فعندما تكون الإضاءة غير مناسبة أو الضوء خفيفا نستعمل الضوء الاصطناعي لمبات أو فلاشات .
ضوء النهار :
تشكل الشمس أفضل مصدر ضوئي يمكن أن حلم به مصور ما وهي ينبوع درجات لونية غير متناهية عندما تكون ملطفة بالجو الأرضي أو مخففة بالغيوم أو الضباب , و أكثر من ذلك فهي تضاعف الإضاءة بتغير اتجاهها فهي بالنهاية تقدم إمكانات واسعة للمصور الذي يعرف أن ينتظر ليكتشف اللحظة المناسبة مع مراعاة الاتجاه فإن الإضاءة يمكن أن تكون مواجهة
جانبية أو معاكسة و النتيجة تختلف كذلك حسب ما تكون الشمس منخفضة في الأفق فنحصل على نتيجة ملامسة و الظلال ممتدة أو عالية في السماء فتكون هابطة و قصيرة .
من المهم إذا : نبحث في تقليل الإضاءة منورين الظلال أما في حالات التصاميم الكبيرة ننجح إذا ثبتنا الضوء على الظلال بواسطة كرتونات كبيرة بيضاء كتصوير الوجه في الهواء .

الصور و الصور الملونة :
بالنسبة للمصور أي شيء يصوره بالأبيض و الأسود يمكنه أن يصوره بالألوان و لكن السر الحقيقي في التصوير الملون يكمن في اختيار الموضوع المصور و يصنف البعض الصور الفوتوغرافية إلى :
الصور الجمالية أو المناظر الطبيعية و صور الحيوانات و اللقطات المثيرة التي تتضمن وقائع في داخلها تفضيلات لونية جيدة مثل سباق السيارات و مباراة لكرة القدم و صور المناسبات العظيمة التي لا تتكرر .

اختيار موضوع التصوير :
ففي أي مكان تستطيع أن تتجول و أن، تنظر حواليك لتجد مواضيع جديدة تلتقط صورها .. فبدلا أن تعيد معك إلى البيت صورة الوالد و هو على كرسيه يجدر بك أن تبحث عن موضوع يلفت النظر و احرص ألا تكون الصورة قاتمة أو معتمة لأن السماء لامعة و حاول أن تقترب كثيرا لأن صورة الإنسان الصغير مع امتداد البحر مثلا صورة مزعجة ليس فيها ما يشوق ,,,, در حول الصورة أي الهدف الذي تريد تصويره و حاول أن توجد أشكالا في خلفية الصورة .

الخلفية عنصر تصويري :
كثيرة هي الموضوعات و خصوصا الكبيرة منها التي تصور على خلفية ما دون أن تكون لهذه الخلفية سوى دور سلبي و نعني بذلك أنها لا تتضمن أي عنصر من عناصر الموضوع المعالج إنها مثلا الخلفية السوداء و البيضاء أو الرمادية التي نعطيها لرسم وجه إنها تعزل الموضوع عن محيطه الطبيعي و أبسط أشكالها ساحة موحدة حائط قطعة قماش غير مجعدة و يمكننا أن نعدلها عن طريق جعلها مشوشة غير واضحة لكي نبرز الموضوع من خلالها ,,, شخصية فاتحة على خلفية معتمة أو شخصية غامقة على خلفية فاتحة فالخلفية الفاتحة مثلا يمكن أن تتناسب مع الفتوة و تلك الغامقة مع القسوة و الصراحة .

أبعاد المشهد الطبيعي :
إن جو المشهد الطبيعي هو أولى العناصر التي يعتبر نقلها فوتوغرافيا أمرا هاما و المقصود بذلك هو الإحساس بالمدى بالقوة ,بالهدوء .بالأسى أو الرتابة .إن الطريقة الفضلى للتعبير عن فكرة القوة تقضي بوضع عنصر مقارنة في حقل العدسية . و الإنسان هو غالبا هذا العنصر : يجب أن يكون مندمجا في المشهد أي بعيدا عن المصور بحيث يبدو ضعيفا هشا في قلب الطبيعة و من الضروري أن يكون في نقطة ترى تلقائيا مثلا : حصادون غامقة في حقل فاتح في قعر وادي .
و الإحساس بالقوة ينجم أيضا عن اختيار موضوع فيه نتوء متعرج ( شجرة حطمتها العاصفة جذع مقتلع و في القابل هنالك مشاهد طبيعية ثابتة : منظر السهل صباح هادئ .و لكن يمكن أن تكون الإضاءة المواجهة مهمة أيضا لإبراز جفاف منطقة ما عن طريق إظهار الأرض بقيم لونية بيضاء ,, و إن توازن عناصر الصورة أو تكرار بعض الخطوط يساهما في تأثير الرتابة و الحزن .
الثلج :
ليس هناك أي تقنية خاصة لتصوير مشهد الثلج فبوجود مساحات واسعة بيضاء تعكس النور تخلق تضادات لم نتعود عليها و التضادات الزائدة تمنع الأداء الصحيح للظلال و للأنوار على الصورة نفسها إن في الألوان أو الأبيض و الأسود فإن صنوبرات حقل يغطيه الثلج و تضيئه الشمس بعنف , تظهر سوداء إذا ظهر الغطاء الأبيض بشكل قوي وبالعكس. (جماعة من الأساتذة , ص95 ).
وحين التقاط صورا بالألوان نرى أن الثلج يتحول إلى اللون الأزرق و خاصة في الظلال .و يمكن للثلج المتساقط إذا اجتمع مع الضباب أن يمحو معالم الصورة و تفاصيلها . (لوجيفري , ص 63 )
البحر :لا تطرح المشاهد الطبيعية التي يمكن أن نصورها على شاطئ البحر أية مشكلة خاصة و مع وجود الأفلام الحديثة فإن شروط العمل هي نفسها كما لو كنا نصور أي مشهد كان و في المقابل فإن التقاط الصورة في البحر أو على الشاطئ يتطلب اتخاذ بعض الاحتياطات للمحافظة على آلة التصوير من الرمال من الحرارة أو حتى الماء المالح .

تصوير الوجه :
قبل أن توجد الصورة الفوتوغرافية كان تصوير الوجه الموضوع المفضل عند الرسام و قد قال سيزان (( إن القمة في الفن هي رسم الوجه ))
أما اليوم فأصبح تصوير الوجه من عمل المصور لان التصوير في هذا المجال متفوق على الرسم و لقد اعتبر جورج برنارد شو إن التصوير هو أجمل الفنون و بالطبع إن الكاميرا لا تستطيع إن تبني وجها بشريا و تحوله إلى نصب هائل *ولكنها ترسمه كما هو في وضوحه الأقصى و سره الأنعم كما لم يفعل أي رسام و أن يفعله أبدا و بجديته و صدقه ..... *
فالتصوير الفوتوغرافي صادق جدا و موضوعاته حقائق مرئية و ليست سخافات أبدا .


ناس و أحداث :
حينما نحاول التقاط صور للناس , يجب أن تكون واثقا من استعمال الكاميرا التي لديك فلا يجوز أن تبقي الناس ينتظرون و أنت تحاول تحريك الأزرار
و لتجعل الناس يشعرون بالراحة و يبتعدون عن الملل أعطهم شيئا يمسكون به .
و أعلم النكتة اللطيفة كفيلة بأن تأتي بنتائج جيدة و مفرحة .
و إذا كان أمامك مجموعة من الناس تريد التقاط صور لهم يجب أن ترتبهم بطريقة ما لتظهر الصورة أنيقة و مرتبة و عليك أن تشعرهم بما تريد لكي يساعدوك .
و عندما تريد التقاط صورة لأصدقاء يخجلون أو لا يرتاحون للكاميرا حاول أن تريهم أنك تلتقط صورة لشيء ما قريب ثم استدر بسرعة إليهم و التقط صورتهم فجأة فأحسن الصور هي التي تؤخذ فجأة .

بعض دلالات الألوان التي يمكن أن نأخذها بعين الاعتبار عندما نصور :
- اللون الأصفر : يشير إلى البهجة ، عدم الأمانة ، الشباب ، الكراهية ، التفاؤل الربيع ، الإشراق ،اللمعان .
- اللون الأحمر : يرتبط بالحركة ،الحياة ، الدم ، النار ، العاطفة ،الخطر ، القوة ، الولاء ، الشجاعة ، الغضب ، الإثارة ، .
- اللون الأزرق :البرودة ، الصفاء ، الهدوء، السكينة ، الكبت ، الانقباض ، الحقيقة النقاء الرسمية ، العمق ، القيد .
- اللون البرتقالي :يرمز للحصاد ، السقوط ، منتصف الحياة ، الوفرة ،النار الانتباه ، الحركة
- اللون الأخضر : يشير إلى عدم النضج ، الشباب ، الربيع ، الطبيعة ، الحسد الطمع ، الغيرة ، الرخص ، الجهل .
- اللون البنفسجي ( الأرجواني) : يرتبط بالكرامة ، الولاء ، الأسف اليأس ،
- اللون الأبيض : يشير إلى النظافة ، الخوف ، الشفقة ، المرض.
- اللون الأسود : فيه الغموض ، القوة ، العزاء ، الثقل