اتحاد الكرة الراكع واتساع الخرق على الراقع
2009/11/26 19:04كتب : محمد عبد الرحمن
إتحاد الكرة الراكع ، واتساع الخرق على الراقع
مثل عربى يقول : (( اتسع الخرق على الراقع )) ويقال لمن يتناول المشكلات بالمسكنات والمهدئات ، كمن يرقع ثوبه ويستمر فى ارتدائه حتى يتسع الخرق أكثر بكثير من أن يحتمل الترقيع ، فاتحاد الكرة دائمًا ما يتعامل شئونه الداخلية والخارجية بسياسة الترقيع ، والذى اتخذ من الأوضاع الخاطئة والقرارات الغاشمة وفوضى التنظيم وعشوائية التخطيط ترقيعًا لثوب المونديال الذى كنا على أعتابه بعد بطولة غانا 2008 ، وجعل ينسب لنفسه الإنجاز والإعجاز ، ولاأنسى أعضاء الاتحاد وهم يتحدثون عن ( بدلة ) الأخ حازم الهوارى وش السعد والسبب الروحانى فى الفوز بالبطولتين وهو ما لم يرفضه أحد وخاصة حين يأتى ذلك الإدعاء مصحوبًا بآمال وأمنيات عن الوصول لكأس العالم والمنافسة القوية .
تدخل الاتحاد العبقرى فى تقليص قائمة القيد للأندية من 30 إلى 25 لاعبًا وكان قد عقد جمعية عمومية وهمية ومرر الأمر موهمًا الجميع أن الأندية أصحاب الجبروت مثل النادى الأهلى بالتحديد هو المستفيد وأن تقليص القائمة هو الحل السحرى الذى يحافظ على اللاعبين ويمنع الاحتكار وقتل اللاعبين ، وكالعادة لابد أن تكون مصلحة المنتخب والوصول إلى كأس العالم هى الدافع الوحيد وعلى الجميع أن يقبله وإلا يكن عدوًا للوطن كارهًا لمصر .
الاتحاد الموقر الذى جنح إلى ذلك القرار وإن كان ظاهره العدالة والمساواة ؛ ففى باطنه (الترقيع) لوضع لم يجد له عباقرة الجبلاية حلاً وهو فوز فريق واحد ( هو النادى الأهلى طبعًا ) وسيطرته على البطولات مع أنه فى النهاية شاء من شاء وأبى من أبى هو منتخب مصر وهو على مدار تاريخه ترمومتر التفوق القارى والعالمى لمصر ، فبدلاً من أن يتأسى بإدارة الأهلى التى كانت بالطبع سبب إعداد الجيل الذهبى من اللاعبين الذين يفخر بهم وبأخلاقياتهم كل مصرى وعربى ليتعلموا وينقلوا لزملائهم من اللاعبين المصريين عدوى الفوز وحمى حصد البطولات فيقف النادى الأهلى شامخًا فى الفترة من 2005 حتى الآن وينعم منتخب مصر بلاعبين جاهزين لحصد البطولات ويكون من السهل على مدرب متميز مثل حسن شحاته - حين يتخلى عن انتمائه – بهذا الجيل من اللاعبين أن يحلق فى سماء البطولات ، إذا به يدبر للنيل من هذا النجاح الذى لم يكن ليتحقق إلا بالإدارة الواعية إدارة النادى الأهلى .
وقف اتحاد الكرة فى مواقف عديدة – بل فى كل المواقف – ضد النادى الأهلى وإدارته وتعب المسئولون فى إفهام هذا الكائن الممسوخ أصول القيادة وفن اتخاذ القرار ، فى قضية البث وتحول الاتحاد آخر الأمر إلى صالح النادى الأهلى وهو الذى حشد الأندية وقلبها على الأهلى ، وقى قضية عبدربه حين جابه مسئولى النادى الأهلى فى تعسف غريب لتنفيذ القرار الدولى ، وينفضح هذا الاتحاد فى قضية الحارس الهارب وموقفه المخزى منها ، ثم يخرج المسئولون الجهابذة والعالمون بالقانون المحلى والدولى أمثال الأخ السياجى الذى فصل فى قضية هانى سعيد قبل أن يعرف التفاصيل ليكشف ستر الإتحاد الذى لم يكن توجهه فى تلك الفترة وعقب غانا 2008 إلا فى اتجاه عكس إدارة الأهلى وضد رغبة جماهيره وما أعقبها من غضبة جماهير استشعرت أن إتحاد الكرة أصبح ضدها فى كل المواقف وكلها ثقة لاتتزعزع فى مجلس الإدارة وفى كل من يرتدى الفانلة الحمراء سواء فانلة النادى الأهلى أو منتخب مصر المصبوغ بصبغة حمراء زاهية ناصعة يرتديها تسعة أعشار اللاعبين فى الأهلى والمنتخب .
الملفات كثيرة لاتنتهى لاتحاد كرة القدم وكما أطلق عليه إتحاد البيزنس ، ولكن الأهم الآن هو كيف سيواجه الإتحاد الموقر محنة النادى الأهلى وما تعرض له من غبن وضرر بعد نهاية تصفيات المنتخب ، أصيب تريكة وعاد متعب وبركات وعبد الفضيل ومعوض مابين الإصابة والإجهاد وقدر الله لإينو إصابة هى الأخطر على لاعبى الكرة ، واضطر بعد أحداث الخرطوم الدموية ، والهجوم البربرى ، أن يفرط فى نجمه أمير سيعود الذى كان ينتظره مستقبل واعد ولكنها إرادة الله فلربما يكون خيرًا له ولنا .
إن قوة منتخب مصر فى قوة النادى الأهلى وهو الواجب الوطنى الذى يجعل له المسئولون بالنادى الأهلى طوال تاريخه الأولوية ، ففى النادى الأهلى تقدم المصلحة العامة على الشخصية وهو معنى شعار الأهلى فوق الجميع ، فالعبارة بالطبع مشتقة من الوطن فوق الجميع ، فالوطن فوق جميع الأندية والأهلى فوق جميع الأشخاص .
ما عسى إتحاد الكرة أن يصنع وهو لم يسمح بالاستبدال فى يناير إلا للاعب واحد فقط وهو يعلم أن الأهلى يحتاج بشدة لحارس مرمى ، فهل سيرى هذا الاتحاد - ولو لمرة واحدة - ما تعرض له النادى الأهلى والضرر الذى لحق بلاعبيه ، إن العدالة تقتضى أن يؤخذ فى الاعتبار أن :
- الأهلى هو أكثر الأندية التى أمدت المنتخب باللاعبين بلغ عددهم تسعة وهو فريق بأكمله .
- وهو الذى هم بالتضحية بلاعبه الجزائرى الموهوب والمميز جدًا أمير سعيود مراعاة لمشاعر الجماهير المصرية .
- والأهلى صاحب الضرر الأكبر فى إصابة لاعبيه مع المنتخب وهم يؤدون واجبهم الوطنى .
- والنادى الأهلى صاحب الضرر الأكبر فى توقف الدورى فكل الفرق احتفظت بأغلب لاعبيها الأساسيين فى التدريب والإعداد بينما قوام فريق الأهلى الأساسى كان غائبًا لفترة زادت عن الشهر .
- والأهلى صاحب الضرر الأكبر من تلاحم المباريات والمنافسات القوية فى فترات قريبة وهو المنافس الأول على الدورى وحامل اللقب .
إن مصلحة الأندية لابد أن تؤخذ فى الاعتبار وكل ناد حسب دعمه ومايقدمه للمنتخب القومى ، وياليت إتحاد الكرة ينصلح أو يرحل ، ولن تراه يرحل وهو الراكع الخاشع لكرسيه ، الفاسد المفسد للعبة بعناصرها من لوائح وجدول للمسابقات وتحكيم وملاعب ، أضف فوق ذلك قضايا البث التليفزيونى وعبثه بحقوق المواطن المصرى التى أنهكها الاتحاد المصرى لكرة القدم وهو يلهث ويركع أمام الملايين والهدايا التى ستدر عليه وعلى أفراده الموقرين الإعلاميين منهم وغير الإعلاميين ، مثلما أضاع كرامة المصريين وهو يلهث ويركع وراء ثمن تذاكر المباراة الفاصلة فى السودان ليبيعها مجاملاً الفنانين والمطربين ، حارمًا المواطنين المشجعين الحقيقيين الذين طالما تغنى بحقوقهم .
الأمر لا يحتاج إلى ترقيع وإنما يحتاج إلى فهم ودراسة وإعادة صياغة لقرار القيد بالقائمة وتحديده بـ 25 لاعبًا دون استبدال ، فهذا يعنى أن عدد اللاعبين المقيدين من دون حراس المرمى 22 لاعبًا ومن أراد أن يترك أماكن للقيد الشتوى فليترك مكانين أو ثلاثة بالقائمة تحسبًا لأى ظروف ، وإلا فما قيمة فترة الانتقالات الشتوية ؟ أى أن اللاعبين المقيدين سيصل عددهم إلى 19 أو 20 لاعبًا أى أنه فى حالة تعدد الإصابات لاقدر الله أو الإيقاف بسبب الإنذارات التى أصبحت تنهال كالأمطار فى المسابقة ستبقى القائمة دون اكتمال إلا بالناشئين ، حتى السماح بقيد خمسة لاعبين من الشباب هو من باب (الترقيع) الذى عودنا إياه إتحاد الكرة ، فهؤلاء الناشئون – فى أى فريق – لايمكن الاعتماد عليهم مباشرة دون صقل .
وفى النهاية كل التحية للكابتن الكبير حسام البدرى على مباراتى إنبى وبتروجيت اللتين قدم فيهما اعتماد أوراقه كأكبر المديرين الفنيين ، أدار لقاء بتروجيت فى ظروف هى الأصعب وكافح هو ورجاله وقهر الظروف والإصابات والغيابات وسوء التوفيق وأصروا جميعًا على استمرار الفرحة فى العيد ، كل الشكر وكل عام والأمة الإسلامية جميعًا بخير